كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله:
غَدَونَا تَنفُضُ الأغصانُ فيه ... على أعرافِهَا مثلَ الجُمَانِ
قال: يريد ما يقع عليها من خلل الأغصان من ضوء الشمس.
وأقول: بل يريد ما يقع من طل الأغصان وشبه ذلك بالجمان؛ وهو حب يعمل من الفضة على شكل الدر، فشبه الطل المتناثر على أعراف الخيل به، والذي ذكره من ضوء الشمس الذي يقع من خلل الشجر هو تفسير البيت الذي يليه - (إلا أنه شبهه بالدنانير لصفرته وجعلها تفر، لأنه لا يمكن إمساكه) - وهو قوله:
وَألقَى الشَّرقُ منها في ثِيَابي ... دنانيراً تَفِرُّ من البَنَانِ
وقوله:
فإنَّ النَّاسَ والدُّنيا طَريقٌ ... إلى مَنْ ما لَهُ في النَّاسِ ثَاني

الصفحة 294