كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله:) (الخفيف)
غَمَرَتْني فَوَائِدٌ شَاَء فيها ... أنْ يكونَ الكلامُ مِمَّا أفَادُهْ
قال: أي: تعلمت منه حسن القول؛ يصفه بالبلاغة والخطابة.
وأقول: إن أبا الطيب أشار إلى مواضع كان قد أخذها عليه في حال إنشاده:
بادٍ هواك. . .
يقول: أعطاني عطايا كثيرة، وأفادني فوائد جليلة من أموال، وتحف أراد أن يكون فيها فوائد الكلام، وهذا من قول أبي تمام: (المنسوخ)
. . . . . . . . . ... نأخُذُ من مَالِهِ ومِنْ أدَبِهْ
وقوله: (الخفيف)
ما سَمِعْنَا بمن أحَبَّ العَطَايا ... فاشْتَهَى أَنْ يَكونَ فيها فُؤادُهْ
قال: يقول: هذا الكلام الحسن الذي عنده نتيجة عقله وقلبه؛ فكأنه إذا أفاد إنسانا فقد وهب له عقلا ولبا وفؤادا.

الصفحة 88