كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وقوله: (الطويل)
نَسِيتُ وما أَنْسَى عتاباً الصَّدَّ ... ولا خجَلاً زادَتْ به حُمْرةُ الخَدَّ
قال: وفيت بمن غدر بعهدي.
وأقول: إنه فسر البيت على نسيت، بضم النون، ولم يجد التفسير، والجيد فتحها.
يقول: نسيت كل شيء ولا أنسى عتاب الحبيب على صده، ولا أنسى خفره عند ذلك وحمرة خده. وهم كثيرا ما يذكرون أيام (الوصال) والوداع ولياليها، وما جرى بينهم وبين أحبابهم فيها، كقوله: (الطويل)
وما أَنْسَ مِ الأشياءِ لا أنْسَ قَوْلَهَا ... وأدْمُعُها يُذْرين حَشْوَ المكَاحِلِ
تَمَتَّعْ بِذا القَصِيرِ فإنَّهُ ... رَهينٌ بأيَّامِ الشُّهورِ الأطَاوِلِ
(وأشباه ذلك)

الصفحة 91