كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

وَداعٍ دَعَا: هَلْ مُجيبٍ إلى النَّدَى ... فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عند ذَاكَ مُجِيبُ
أي: فلم يجبه.
وقوى الواحدي رواية ابن جني بسبت وقال: مشافر الإبل، تشبه في صحتها ولينها بالسبت، وهي جلود تدبغ بالقرظ، واحتج على ذلك بقول طرفة: (الطويل)
وخَدَّ كقِرطاسِ الشَّامي ومِشْفَرٍ ... كَسِبْتِ اليَمَاني قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ
وضعف الرواية بشيب وقال: لا يقال: كرعت الإبل في الماء بشيب.
فيقال له: ولم لا يقال: كرعن بشيب؟، إذا جعله في مكان الحال، والعامل في الجار والمجرور محذوف، كأنه قال: كرعن مصوتة بشيب، فإن ذلك جائز حسن. وإذا قيل: كرعن بسبت، كان الجار والمجرور في مكان المفعول به والعامل فيه الفعل.
وقوله: (الطويل)
يُعَلَّلُنَا هَذَا الزَّمانُ بذا الوَعْدِ ... ويَخدَعُ عمَّا في يَديْهِ من النَّقْدِ
قال: يقول: قد طال انتظارنا لهذا المهدي المتوقع، ولسنا نرى لذلك أثرا، فكأن الزمان يسخر منا ويخدعنا، ولا حقيقة لما يدعيه أناس من ذلك.
وأقول: إن هذه العبارة ليست بحسنة، والحسنة عبارة الواحدي، قال يقول: هذا الزمان يعدنا خروج المهدي فيعللنا بوعد طويل، ويخدعنا عما عنده من النقد

الصفحة 94