كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

بالوعد. يعني: أن الممدوح هو المهدي نقدا حاضرا، ومن ينتظر خروجه وعد وتعليل وخداع، ثم أكد ذلك بالبيت الذي بعده.
وقوله: (الطويل)
وكُلُّ شَرِيكٍ في السُّرور بمُصبَحي ... أَرَى بَعْدَهُ من لا يَرَى مِثْلَهُ بَعْدي
قال: أي: وكل من يشاركني في السرور بمصبحي عنده إذا عدت إليه من أهلي وغيرهم، فرأى ما أفدتنيه وحظيت به منك، أرى أنا بعده منك - يا ابن العميد - إنسانا لا يرى هو مثله بعد مفارقتي إياه، لأنه لا نظير لك في الدنيا.
وأقول: هذا الذي ذكره ليس بشيء! لأنه لم ينتبه على معودات الضمائر.
والمعنى: أن كل شريك لي في السرور بمصبحي عند ابن العميد أرى بعد المصبح، أو بعد الشريك إنسانا لا يرى مثل شريكي بعدي، لما حصل لي وله من الفوائد والشرف، وأنا أفضل منه ومقدم عليه.
وقوله: (الكامل)

الصفحة 95