كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

أنا بالوُشَاةِ إذَا ذَكَرْتُكَ أَشْبَهُ ... تَأْتي النَّدَى ويُذاعُ عَنْكَ فَتَكْرَهُ
وإذَا رأيتُكَ دونَ عِرْضٍ عَارِضاً ... أيْقَنْتُ أنَّ اللَّهَ يَبْغي نَصْرَهُ
قد أطال الشيخ أبو الفتح الكلام في قافية هذين البيتين، وأثبت أن الروي قيهما الراء لأن ما قبل هاء الإضمار إذا كان محركا لم يكن إلا رويا احترازا من مثل قول الحطيئة: (البسيط)
يا دَارَ هِنْدٍ عَفَتْ إلاَّ أثَافِيها ... بين الطَّوِيَّ فَصَاراتٍ فَواديها
(أو ما أشبه ذلك)
وإذا ثبت أن حرف الروي (الراء) من فتكره ونصره بطلت التقفية في المصراع الأول من البيتين، وذلك لأن ما قبل الهاء، التي هي وصل، الباء.
ثم إنه جوز ذلك من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون الواو في أشبه ملحقة على لغة من يقف بالواو والياء على المرفوع والمجرور كما يقف بالألف على المنصوب.
والثاني: أنه أشبع الضمة فنشأت الواو كقوله: (البسيط)
. . . . . . . . . من حيثما سَلَكُوا أدنو فَأنْظُور
والوجه الثالث، وهو أبعدها: أن يكون أكفاء بالحروف المتباعدة المخارج كما جاء عن بعضهم: (الطويل)

الصفحة 96