كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 1)

خليلَيّ حُلاَّ واترُكَا الرَّحْلَ إنَّني ... بمَهْلكَةٍ والدَّائِراتُ تَدُورُ
فبَيْنَاهُ يَشْري رَحْلَهُ قالَ قائِلٌ ... لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوْ المِلاطِ نَجِيبُ
فجمع بين الراء والباء رويا كما جاء لأبي الطيب.
وأقول: إنه يحتمل وجها رابعا: وهو أن لا يعتد بالمخالفة في التصريع والتقفية اعتداد ما في أواخر الأبيات فلا يبلغان في القوة، من المراعاة لهما والمثابرة عليهما، مبلغ آخر البيت، فإذا لا يعد ذلك إكفاء، ألا ترى إلى قول امرئ القيس:
(الطويل)
خَلِيلي مُرَّا بِي على أمّ جُنْدَبِ. . . . . . . . .
وقوله في البيت الثاني: (الطويل)
. . . . . . . . . . . . تَنْفَعْني لدَى أمَّ جُنْدَبِ
ولم يعد ذلك إيطاء، وإلى قول الآخر: (البسيط)
أَلْمِمْ بَجَوْهَرَ بالقضبان والمَدَرِ ... وبالعِصِيَّ التي في رأسِهَا عَجَرُ
وقول أبي نواس: (البسيط)
تَخَاصَمَ الحُسْنُ والجَمَالُ ... فيكَ فصارا إلى جِدَالِ
ولم يعد ذلك إقواء.

الصفحة 97