كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)

فقولنا: الوصف بمنزلة الجنس (١)، وقولنا: بالجميل يخرج ما ليس بجميل من الأوصاف كالذم، والهجاء، وقولنا: الاختياري يخرج المدح عند المحققين، وقولنا: على قصد التبجيل يخرج الاستهزاء والشكر -أيضًا- ليس قول القائل: الشكر لله، بل هو فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا على الشاكر أعم من أن يكون قولًا باللسان، أو عملًا، وفعلًا بالأركان، أو اعتقادًا ومحبة بالجنان، فبين الحمد، والشكر عموم وخصوص من وجه (٢)، إذ بحسب المتعلق الحمد أعم لجواز تعلقه
---------------
(١) الجنس: هو كل مقول على كثيرين مختلفين في الحقائق في جواب "ما هو" كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان، وغيره من أنواع الحيوانات، فهى كثيرة مختلفة الصور يعمها معنًى واحد يعبر عنه بحيوان، وهذا هو الجنس، ونُزِّل الوصف منزلة الجنس: لكون الوصف مصدرًا يقرم بالواصف، أو هو القائم بالفاعل، فهو مقول على كثيرين مختلفين في الحقائق كالجنس، إذ الوصف عبارة: عما دل على الذات باعتبار معنًى هو المقصود من جوهر حروفه كوصفه تعالى: بأنه رحيم، كريم، غفور، شكور إلى آخر صفاته الكريمة، فالوصف تحته صفات متعددة، كما أن الجنس تحته أنواع متعددة، فلهذا نُزِّل منزلته.
راجع: معيار العلم: ص / ٧٧، وبحر العلوم: ص / ٧٧، والتعريفات: ص / ١٥٢، وشرح الأخضري على السلم: ص/ ٢٦، وإيضاح المبهم: ص/ ٧، وخلاصة المنطق: ص / ٣٠، وتجديد علم المنطق: ص / ٣٦، والمنطق الحديث: ص / ٦٥، وشرح الخبيصي على متن تهذيب المنطق: ص / ١٩، والمنطق الواضح: ١/ ٢٠.
(٢) لأن كلًّا منهما يفارق الآخر في صورة، ويجتمع معه في صورة أخرى على نحو ما ذكره الشارح.

الصفحة 171