كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)

بالفضائل (١)، والفواضل (٢)، وبحسب المورد أخص: لاختصاص مورده باللسان وحده، والشكر بالعكس إذ موارده ثلاثة: اللسان، والجنان، والأركان (٣) قال:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجبا (٤)
ومتعلقه خاص إذ يكون على الفواضل، والمزايا المتعدية لا غير، هذا محصل ما هو دائر بين القوم في أوائل الكتب (٥).
ثم هنا تحقيق آخر يجب التنبه له، وهو أن ما ذكر من معنى الحمد والشكر هو معناهما اللغوي (٦)، وأما معناهما الحقيقى -بحسب عرف
---------------
(١) الفضائل: جمع فضيلة، وهي الصفة التي لا يتوقف إثباتها للمتصف بها على ظهور أثرها في غيره: كالعلم، والتقوى.
راجع: حاشية عليش: ص/١١.
(٢) الفواضل: جمع فاضلة: وهي الصفة التي يتوقف إثباتها لموصوفها على ظهور أثرها في غيره: كالشجاعة، والكرم، والعفو، ونحو ذلك، نفس المرجع السابق.
(٣) فاللسان: للثناء لأنه محله، والجنان: للمعرفة والمحبة والأخلاص، والجوارح: لاستعمالها في طاعة المشكور، وكفها عن معاصيه.
(٤) ذُكِر هذا البيت بدون عزو إلى قائل معين.
راجع: الفائق: ١/ ٣١٤، ومعجم شواهد العربية: ٢/ ٤٤٢، وتفسير البيضاوي: ١/ ٧.
(٥) راجع: أصول السرخسي: ١/ ٤ - ٥، والفائق: ١/ ٢٩١، واللسان: ٩١/ ٦، ومعترك الأقران: ٢/ ٦٣، والإبهاج: ١/ ١٤، وكتاب الفوائد: ق (١/ ب- ٢/ أ).
(٦) وقال اللحياني: "إن الحمد والشكر في اللغة بمعنًى واحد".
راجع: اللسان ٤/ ١٣٣، ٦/ ٩٢.

الصفحة 172