كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)

[عند المعتزلة] (١) ونقلًا [عندنا] (٢)، وشَكَرَ المنعم الحقيقي أردف شكره بشكر المنعم المجازي، إذ النِّعم الواصلة إلينا من الله -تعالى- في الدنيا والآخرة، إنما هي بواسطته - صلى الله عليه وسلم -، وزاده شَرفًا وتعظيمًا، فلمّا أثنى على المنعِم الحقيقى أراد الثناء على المنعِم المجازي.
والصلاة -لغة- الدعاء: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} (٣) أي: ادع لهم، والدعاء يلزمه التعظيم، فإن من دعوت له فقد عظمته، فأُطلق الملزوم، وأُريد اللازم (٤)، فيكون مجازًا مرسلًا (٥)، أي: ونعظم نبيك
---------------
(١) ما بين القوسين زيادة من هامش (أ، ب).
(٢) كذلك مثل ما سبق.
(٣) وتمام الآية: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: ١٠٣].
(٤) يعنى أن الدعاء ملزوم يقتضي التعظيم الذى هو اللازم، واللازم: ما يمنع انفكاكه عن الشئ، وهو أقسام كثيرة.
راجع: التعريفات: ص/ ١٠، وشرح الأخضري على السلم: ص / ١١، والمنطق المفيد: ص/ ١٦، والمنطق المنظم: ص / ٢٦.
(٥) المجاز المرسل: كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلى، وعند التحقيق نجد أن المثال الذي ذكره الشارح، وحكم بأنه مجاز مرسل لا ينطبق عليه تعريف المجاز المرسل الآنف الذكر. وإنما الذىِ ينطبق عليه هو تعريف الكناية التي هي لفظ أطلق وأريد لازم معناه، مع جواز إرادة ذلك المعنى، فعلى هذا يكون المثال كناية لا مجازًا.
راجع: الحدود للباجى: ص / ٥٢، والتعريفات: ص/ ١٨٧، وجواهر البلاغة: ص / ٢٩٠، والبلاغة الواضحة: ص/ ١١٠، ١٢٥.

الصفحة 179