كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)

والصحابي: من حضره وهو مؤمن ولو ساعة (١)، والطروس: جمع طرس، وهو الورق، والسطور: جمع سطر مصدر سطرت؛ أُريد به المفعول.
وما قيل (٢): إن عطف السطور على الطروس عطف الجزء على الكل غلط فاحش؛ لأن الطروس هو الورق الذي هو محل السطر، وليس الحالُّ جزء المحلّ، وتفسير عيون الألفاظ بمعاني الألفاظ (٣) أفحش: إذ لا دلالة على المعنى بوجه من الوجوه، بل عيون الألفاظ نقوش الكتابة، وهو إشارة إلى ما ذكره بعض المحققين (٤) من أن اللفظ له وجود في التكلم، ووجود في الكتابة، ووجود في الذهن -عند القائل به- ووجود في اللوح المحفوظ، ولا شك أن نقوش الكتابة يشتمل على بياض الطرس، وسواد السطر، إذ نقش الكتابة مركب منهما، فبياض الطرس وسواد السطر عرضان (٥) قائمان بالمحلَّين قيامًا حقيقيًا، والمحلّان قائمان مقام بياض
---------------
(١) سيأتي تعريف الصحابي عند الكلام عليه.
(٢) القائل هو جلال الدين المحلي في شرحه على جمع الجوامع: ١/ ١٨.
(٣) الذي فسره هو جلال الدين المحلي في شرحه: ١/ ١٨.
(٤) راجع: المستصفى: ١/ ٢١، وشرح تنقيح الفصول: ص /٥.
(٥) العرض: هو الذى يحتاج في وجوده إلى محل يقوم به: كاللون المحتاج في وجوده إلى جسم يحله ويقوم به، والعرض ما ليس من ضرورته أن يلازم ولا يمتنع عن الشيء، وهو إما سريع الزوال كحمرة الخجل، وصفرة الوجل، وإما بطئ الزوال كصفرة الذهب، والشيب والشباب.
راجع: المستصفى: ١/ ١٤، والروضة: ص / ٦، والعضد: ١/ ٧٩، والتعريفات: ص / ١٤٨.

الصفحة 182