كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)

والسطور صنعة بديعية، وهو قلب البعض (١)، وفي الألفاظ استعارة (٢) مكنية، وإضافة العيون تخييلية، وذكر البياض ترشيح.
قوله: "ونضرع إليك [-في منع الموانع- عن إكمال "جمع الجوامع" الآتي من فنَّي الأصول بالقواعد القواطع، البالغ من الإحاطة بالأصلين (٣) مبلغ ذوي الجد والتشمير، الوارد من زهاء مائة مصنف منهلًا يروي ويمير، المحيط بزبدة ما في شرحيَّ على المختصر والمنهاج، مع مزيد كثير"] (٤).
أقول: الضراعة: هي الخضوع والتذلل؛ أي: نسألك خاضعين ضارعين أن تمنع وتدفع الموانع عن إكمال هذا الكتاب الذي هو "جمع الجوامع"، والجوامع: جمع جامع على خلاف القياس، أو جمع جامعة على القياس،
---------------
(١) وهو جناس غير تام لاختلاف اللفظين في ترتيب الحروف.
(٢) الاستعارة: تشبيه حُذِفَ أحد طرفيه، فعلاقتها المشابهة دائمًا، وهي من المجاز اللغوي، وتنقسم إلى قسمين: تصريحية: وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به كقولهم: لمع البرق في كفه. شبه الموسى بالبرق بحامع اللمعان. ومكنية: وهي ما حُذِفَ فيها المشبه به، ورمز له بشيء من لوازمه، ويقال لها المرشحة كما في المثال الذي ذكره المصنف في قوله: "لعيون الألفاظ مقام بياضها" حيث حَذَفَ المشبه به، وهو الإنسان، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهي العيون التي هي قرينة المكنية، والقرينة إثبات العيون للألفاظ.
راجع: الإيضاح: ٢/ ٤٠٧، ٤٤٤، وأسرار البلاغة: ص / ٢٢، وجواهر البلاغة: ص/ ٣٠٣، والبلاغة الواضحة: ص/ ٧٧، ٩٠.
(٣) يعني أصول الدين وأصول الفقه كما سيذكره بعد هذا.
(٤) ما بين المعكوفتين ذكر في نسخة (ب) وأما في نسخة (١) فقال: "ونضرع إليك إلى قوله: وينحصر".

الصفحة 184