كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)

أقول: عرف الفقه بالمعنى المصطلح عليه، وترك المعنى اللغوي (١)؛ لقلة جدواه أو لكونه معلومًا على ما فعله في تعريف الأصول، فقال: الفقه العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية (٢).
فقوله: "العلم" جنس، وقوله: "بالأحكام" يخرج العلم المتعلق بالذوات والصفات والأفعال وإن أريد بالذوات الموضوعاتُ (٣)، وبالصفات المحمولاتُ (٤)،
---------------
(١) الفقه -في اللغة-: الفهم، والمعرفة قال تعالى: {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: ٤٤] أي: لا تعرفون، وقال عليه الصلاة والسلام: "رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" أي: أفهم.
راجع: القاموس المحيط: ٤/ ٢٨٩، والنفائس: (١/ ٩/ ب)، والمعتمد: ١/ ٤، والمستصفى: ١/ ٤، وروضة الناظر: ص/ ١٣، والإحكام للآمدي: ١/ ٥، والكاشف عن المحصول: ١/ ٢٦ - ٢٧، والمحلي على الورقات: ص/ ١٤، وإرشاد الفحول: ص/ ٣.
(٢) قد عرف الفقه اصطلاحًا بتعاريف مختلفة:
راجع: المعتمد: ١/ ٨، والبرهان: ١/ ٨٦، والحدود للباجى: ص/ ٣٥، والمستصفى: ١/ ٤، وشرح العضد على المختصر: ١/ ٢٥، وفواتح الرحموت: ١/ ١٠.
(٣) الموضوعات: هي الحد الأصغر في القياس الاقتراني، وهو موضوع النتيجة، والغالب فيها أمّا تكون أقل أفرادًا من المحمول.
(٤) المحمولات: هي الحد الأكبر في القياس الاقتراني، وهو النتيجة، والغالب فيها أنها تكون أكثر أفرادًا من الموضوع، وذلك كقول المناطقة: العالم متغير، وكل متغير حادث، فالعالم حادث، فموضوع هذه النتيجة: العالم متغير وهو الحد الأصغر، ومحمولها: وكل متغير حادث، وهو الحد الأكبر، والمقدمة الأولى التي فيها الحد الأصغر مقدمة صغرى، والمقدمة الثانية التي فيها الحد الأكبر مقدمة كبرى، والمكرر، وهو متغير هو الحد الأوسط، وهيئة التأليف من المقدمتين هي صورة القياس، وتسمى شكلًا.
راجع: إيضاح المبهم: ص/١٣، وشرح الأخضري على السلم: ص/٣٣، ورسالة في علم المنطق: ص/ ٣١.

الصفحة 207