كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)

عليه، أو ما ينطلق عليه البعض وإن قلَّ؛ لأنه يلزم أن من عرف ثلاث مسائل من الدليل كان فقيهًا، وليس كذلك.
الجواب: نختار الكل، والمراد بالتهيؤ القريب.
قوله: "ليس له ضابط" قلنا: ممنوع إذ هو ملكة يقتدر بها على إدراك الأحكام الجزئية، وإطلاق العلم على الملكة المذكورة شائع.
قوله: "لم يدر معنى الدهر"، قلنا: لا يمتنع ذلك لجواز أن يكون بسبب تعارض الأدلة (١).
قوله: "لا مساغ فيها للاجتهاد".
قلنا: ممنوع بدليل حديث معاذ (٢) حيث لم يستثن شيئًا من الأحكام (٣)، أو نختار البعض.
---------------
(١) يعني الأحاديث التي وردت في النهي عن سب الدهر، رقد تقدت بألفاظها المختلف فيها.
(٢) هو الصحابي الجليل معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي الإمام المقدم في علم الحلال والحرام، شهد العقبة وبدرًا والمشاهد كلها، رقد رلاه النبي - صلى الله عليه وسلم - القضاء في اليمن، وقدم منها في خلافة أبىِ بكر، ولحق بالجهاد والجيش الإسلامي في بلاد الشام، قال عمر: "عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، ولولا معاذ لهلك عمر"، وتوفي في الشام في الطاعون سنة (١٧ هـ وقيل: ١٨ هـ) وعاش ٣٤ سنة.
راجع: الإصابة: ٣/ ٤٣٦، وصفة الصفوة: ١/ ٤٨٩، وتهذيب الأسماء واللغات: ٢/ ٩٨، وشذرات الذهب: ١/ ٢٩.
(٣) حديث معاذ رواه أحمد، وأبو داود، وابن سعد، وابن حزم، والبيهقي، وابن عبد البر، والترمذي، والنسائي، والدارمي، ولفظه: حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي عون عن =

الصفحة 211