كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)

قلنا: لو سلم عموم هذا الجمع، فالحديث الصحيح، وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الصائم المتطوع أمير نفسه" (١) خصصه لجواز تخصيص المتواتر بالآحاد
---------------
= ومسلوب منه سمة الإيمان، وهذا مذهب أبطله أهل الحق لأن قاعدة أهل السنة مؤسسة على أن الكبائر لا تحبط حسنة مكتوبة، نعم يقولون: إن الحسنات يذهبن السيئات كما وعد به الكريم جل وعلا، فضلًا منه ومنًا.
راجع: كشف الأسرار: ٢/ ٣١١ - ٣١٢، والمدونة: ١/ ٢٠٥، والمجموع: ٦/ ٣٩٤، والمسودة: ص / ٦٠، وحاشية البناني على المحلى: ١/ ٩٠، وتخريج الفروع على الأصول: ص / ١٣٨، وفواتح الرحموت: ١/ ١١٤، ومختصر الطوفي: ص / ٢٥، وراجع تفسير الآية: الكشاف: ٣/ ٥٣٨ مع رد ابن المنير الإسكندراني على اعتزاله، وأحكام القرآن لابن العربى ٤/ ١٧٠٤، وتفسير القرطبى: ١٦/ ٢٥٤، وتفسر ابن كثير: ٤/ ١٨٢.
(١) هذا من أدلة الجمهور، وهو حديث أم هانئ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها فدعا بشراب، فشرب، ثم ناولها، فشربت، فقالت: يا رسول الله، أما إني كنت صائمة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "الصائم المتطوع أمير نفسه"، وفي رواية: "أمير نفسه إن شاء صام، وإن شاء أفطر".
رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والدارمي، والحاكم، وغيرهم، والحديث في إسناده مقال كما قال الترمذي؛ لأن فيه سماك بن حرب، وقد تكلم فيه. قال أحمد: مضطرب الحديث، وضعفه سفيان، وقال النسائي: ليس يعتمد عليه إذا انفرد، كما أن في إسناده -أيضًا- هارون بن أم هانئ قال ابن القطان: لا يعرف.
وقال الحافظ ابن ححر: مجهول، وقال النووي: سنده جيد برواياته المتعددة. وقال في كشف الخفاء: إنه صحيح.
راجع: مسند أحمد ٦/ ٣٤١، وسنن أبى داود: ٢/ ٥٧٢، وسنن الترمذي: ٣/ ٨١، وسنن الدارمي: ٢/ ١٦، والمستدرك: ١/ ٤٣٩، وتحفة الأحوذي: ٣/ ٤٣٠، وفيض القدير: ٤/ ٣١، وكشف الخفاء: ٢/ ٢٦، والميزان للذهبى: ٢/ ٢٣٢ - ٢٣٣، والتقريب: ١/ ٣٣٢، ٢/ ٣١٤.

الصفحة 263