كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)
وقوله: "للإعجاز"، يخرج الأحاديث القدسية؛ لأنها منزلة من عند الله، لكن ليست للإعجاز، إذ نظم ذلك غير معجز ولا مصون عن تصرف الغير.
وقوله: "بسورة منه" تعميم لمعنى الإعجاز في أجزائه، وتخصيص للقدر المتحدى به.
والمراد: أقصر سورة منه؛ لأن السورة -وإن كانت نكرة في الإثبات- لكن أريد بها العموم، كما لا يخفى.
والسورة: طائفة من القرآن مترجم أولها وآخرها (١) توقيفًا، أقلها ثلاث آيات (٢). والقيد الأخير لإخراج الآية، وإطلاق السورة أعم من أن تكون سورة أو مقدارها، فهو من عموم المجاز.
---------------
(١) جاء في هامش (أ): "واستشكله العلامة التفتازاني ولم يجب بشيء، فزاد المؤلف: أقلها ثلاث آيات، فاندفع النقض بالآية، إذا الآية، وإن كانت مترجمة أولها وآخرها، ولكن الآية لا تشتمل على آية أخرى هـ".
وراجع: التلويح على التوضيح: ١/ ٢٧، وحاشية التفتازاني على العضد: ٢/ ١٨ - ١٩.
(٢) هذا التعريف للجعبري، والسورة تهمز ولا تهمز، وسميت بذلك قيل: لأنها تحيط بآياتها كإحاطة السوار بالساعد، وقيل: لارتفاعها، وعلو منزلتها لكونها كلام الله تعالى، كقول النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب
وقيل: لتركيب بعضها على بعض من التسور بمعنى التصاعد والتركب، ومنه: {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [ص: ٢١].
راجع: البرهان للزركشي: ١/ ٦٣، ٢/ ٢٦٤، والإتقان للسيوطي: ١/ ١٥٠، وأسرار ترتيب القرآن: ص / ٦٨، وديوان النابغة: ص / ١٣.