كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)
وقد نقل الإمام -المتفق على كمال دينه، وعلمه العالم الرباني- النووي (١) اتفاق الفقهاء على أن من قرأ بالشاذ يستتاب، ولا تجوز القراءة به في وقت من الأوقات (٢).
---------------
= وترتيبه، فهو محل خلاف هل يشترط فيه التواتر، أو يكفى فيه نقل الآحاد؟ فهذا الذي يُحَرَّر فيه النزاع المذكور، ولعل كلام المصنف ينصب على هذا القسم.
راجع: الآيات البينات: ١/ ٣٠٩، وتشنيف المسامع: ق (٢٢ / أ- ب).
(١) هو الإمام يحيى بن شرف النووي، شيخ الإسلام أبو زكريا، أستاذ المتأخرين، قال السبكي: "كان يحيى -رحمه الله- سيدًا حصورًا، وليثًا -على النفس- هصورًا، وزاهدًا لم يبال بخراب الدنيا إذا صيَّر دينه ربعًا معمورًا، له الزهد، والقناعة، ومتابعة السالفين من أهل السنة والجماعة، والمصابرة على أنواع الخير لا يصرف ساعة في غير طاعة، هذا مع التفنن في أصناف العلوم، فقهًا، ولغة، ومتون حديث، وأسماء رجال". له مصنفات نفيسة منها: رياض الصالحين، وشرح صحيح مسلم، والأذكار، والأربعين في الحديث، والمجموع شرح المهذب، وتهذيب الأسماء واللغات، وطبقات الفقهاء وغيرها، توفي (سنة ٦٧٦ هـ).
راجع: طبقات السبكي: ٨/ ٣٩٥، وتذكرة الحفاظ: ٤/ ١٤٧٠، وطبقات الأسنوي: ٢/ ٤٧٦، والبداية والنهاية: ١٣/ ٢٧٨، وطبقات الحفاظ: ص / ٥١٣، والدارس في أخبار المدارس: ١/ ٢٥، وشذرات الذهب: ٥/ ٣٥٤، وطبقات ابن هداية الله: ص / ٢٢٥.
(٢) ذكر النووى: بأن الإمام الحافظ أبا عمر بن عبد البر نقل إجماع المسلمين على أنه لا تجوز القراءة بالشاذة، وأنه لا يُصلَّى خلف من يقرأ بها، وذكر النووي اتفاق الفقهاء على استتابة من قرأ بالشاذة، وأتى بأمثلة على ذلك.
راجع: التبيان في آداب حملة القرآن: ص / ٥٢ - ٥٣، ٩٩، والمجموع شرح المهذب: ٣/ ٣٩٢، والنشر في القراءات العشر: ١/ ١٦ - ١٧.