كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 1)
ومن الشارحين (١) من قال: إنه كان متواترًا في العصر الأول لعدالة ناقليه، ويكفى التواتر فيه.
قلت: ليت شعري مَنْ نقل أنه كان متواترًا؟ ! وأيُّ عدل نقله (٢)؟
قوله: "والسبع متواترة".
أقول: القراءات السبع المشهورة (٣) بين الأمة متواترة بلا نزاع (٤)، وإنما
---------------
(١) جاء في هامش (أ، ب): "هو المحلي".
راجع: المحلي على جمع الجوامع: ١/ ٢٢٨.
(٢) قلت: هذا القول الذي قاله المحلي ليس هو اختياره، حتى يعترض عليه، وإنما ذكره كتعليل للقول الثاني الذي ذكره بصيغة التضعيف، مع أن قوله: لعدالة ناقليه، أي: أن الناقل -للآحاد المذكورة قرآنًا- عدل، وعدالته تقتضي أنه لو لم يكن متواترًا في العصر الأول ما نقله قرآنًا لأن نقله قرآنًا، مع عدم وجود شرطه من التواتر المذكور ينافي عدالته، وليس معناه: أن بعض العدول نقل أنه كان متواترًا في العصر الأول.
راجع: المحلى: ١/ ٢٢٨، وهمع الهوامع: ص / ٦٥، والآيات البينات: ١/ ٣١٠.
(٣) وهي التي عرفت عن القراء السبعة: عبد الله بن عامر، وابن كثير، وعاصم، وأبي عمرو، وحمزة، ونافع، والكسائي مرتبين حسب وفياتهم، وترجم لهم سابقًا.
راجع: الإقناع في القراءات السبع: ١/ ٥٥، والنشر في القراءات العشر: ١/ ٩٩، وما بعدها، والبدور الزاهرة: ص / ٧، وتحفة الإخوان: ص / ٣٦.
(٤) لأنها مروية بالتواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، إلينا، نقلها عنه جمع يمتنع عادة تواطؤهم على الكذب عن مثلهم وهلم جرًا، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، أعني القول بتواترها، إلا ما حكى عن المعتزلة من أنها آحاد، أو ما نقل عن صاحب البديع من الحنفية -وهو مظفر الدين أحمد بن علي المعروف بابن الساعاتي البغدادي الحنفي المتوفى (سنة ٦٩٤ هـ) - من أنها مشهورة.
راجع: المحلي على جمع الجوامع: ١/ ٢٢٨، ومختصر الطوفي: ص/ ٤٦، وهمع الهوامع: ص / ٦٥.