كتاب المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني
من السواد، وأحمر من الحمرة، وأخضر من الخضرة، وكذلك جميع ما يرد من هذا النحو، فإنما يحمل ما يجعل على ما يعرف، ويقاس الغائب بالشاهد.
فأما "يرمع" فيجوز عندي أن يكون من قولهم: "تَرَمَّعَ أنف فلان" إذا اضطرب وتحرك. واليَرْمَع: حجارة خَوَّارة ليس1 لها ثبات ولا صلابة، وهي هَشَّة، والهشاشة والخَوَر قريب من الاختلاج والاضطراب، ألا ترى أنهما جميعا بضد الثبات والرزانة؟
وأما2 اليَعْمَلَة فهي: الناقة التي يُعمَل عليها في السير، فقد تبين أيضا بالاشتقاق زيادة الياء فيهما، فيكون3 هذا مضافا إلى القياس الأول.
وقوله: وذلك أكثر من أن4 أعده لك, يريد: أنه أكثر من أن يعد في هذا الكتاب؛ لأن التمثيل لا يُحتاج فيه إلى جميع5 اللغة، أو يكون أراد أنه لا يحيط بهذا6 الباب لسعته6، والتأويل الأول عندي أشبه؛ لأنه ليس فيه اعتراف منه بالتقصير في اللغة.
النون والتاء في أول الكلمة، لا تعدان زائدتين إلا بثبت:
قال أبو عثمان: فأما7 النون والتاء, فإذا كانتا أولا وكانتا على مثال الأسماء مع ما8 هما فيه, فلا تجعلهما زائدتين إلا بثَبَت، نحو: "نَهْشَل ونَهْصَر ونهسر وتوءم".
__________
1 ظ، ش: ليست.
2 ظ، ش: فأما.
3 ظ، ش: ويكون.
4 أن: زيادة من ظ، ش.
5 ظ، ش: جمع.
6، 6 ظ، ش: "السعة".
7 ظ، ش: وأما.
8 كتب في ظ هكذا: "معماما" وهو خطأ.
الصفحة 102
464