كتاب المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني
فأما تألب، فالتاء فيه1 زائدة؛ لأنه من "أَلَبَ يَأْلِبُ"2: إذا جَمَعَ وهو الجمار، فهذا ثبت. قال سيبويه: ألب الحمار يألب2 وهو طرده طريدته.
وقوله: وكانتا على مثال الأسماء مع ما هما فيه، يريد به: كان3 الاسم الذي هما فيه بهما على مثال الأسماء, أي: على أحد أمثلة الرباعي الذي لا زيادة فيه, وهي: "فَعْلَل، وفِعْلِل، وفُعْلُل، وفِعْلَل، وفِعَلّ، وفُعْلَل" على مذهب أبي الحسن، وعلى أحد الأمثلة الخماسية.
زيادة النون والتاء في أول الكلمة:
قال أبو عثمان: وإذا جاءتك على4 مثال لا يكون للأسماء, فهما زائدتان لمجيئهما على غير الأصول، وذلك نحو: "نَرْجِس، وتُرْتَب"؛ لأنه ليس في الكلام مثل جَعْفِر5 ولا جُعْفَر، اسمين.
قال أبو الفتح: إنما قضي بزيادة النون والتاء في "نرجس، وترتب"؛ لأنهما لم يقعا موقع حرف من الأصل، كما قضي بزيادة النون من "كَنَهْبُل"؛ لأنه ليس في الكلام مثل "سفرجُل" بضم الجيم.
وشيء آخر يدل على زيادة التاء في ترتب, وهو أنه6 الشيء الراتب الثابت, يقال: "رتب يرتُب"، قال طفيل:
__________
1 فيه: ساقط من ظ، ش.
2، 2 ما بينهما تكرر في ظ.
3 ظ، ش: وكان.
4 ض، ظ: جاءتك. وهامش ظ، ش: جاءتا.
5 زادت ظ، ش في هذا الموضع بين "جعفر" و"جعفر" ما يأتي: "بكسر الفاء".
6 أنه: ساقط من ظ، ش.
الصفحة 104
464