كتاب المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

فيهما غير زائدة وإن كانت من معنى شَمَلَتْ، كما تقول في1 "دَمِث ودِمَثْر، وسَبِط وسِبَطْر": إن أحدهما2 بمعنى الآخر وليس من أصله؛ لأن دمثا ثلاثي ودمثرا رباعي, فقل كذلك في شمأل وشأمل3؟
فقال: إن الهمزة قد زِيدتْ غير أول في جُرانِض ونِئْدِلان بمعنى نَيْدُلان وأحرف غير هذه, فكأن4 أبا علي رأى حمله على هذا مع الاشتقاق أولى من أن يجعله أصلًا رباعيًّا. والنَّيْدُلان هو الذي يسمى الكابوس عند العامة.
قال الراجز:
نِفْرِجَة القلب قليل النيل ... يُلْقَى عليه النَّيْدُلان بالليل
والجرائض هو الجمل الضخم، وقد قالوا في معناه: جِرْواض, فالهمزة زائدة إذًا.
وحُطائِط: فُعائِل؛ لأنه5 من حططتُ؛ لأنه الصغير.
وقالوا في "تابَل: تَأْبَل"، فالهمزة زائدة.
وحكي أن العجاج كان يهمز العألم والخأتم6؛ أبدل الألف همزة وكذلك "تَأْبَل".
فالهمزة في هذه الأحرف الثلاثة زائدة؛ لأنها بَدَل من زائد, ومثالها: فأعل. وقد قالوا: رِئْبال للأسد، فهمزوا.
وقرأت على أبي علي في كتاب الهمز عن أبي زيد: وتقول: "رَهْيَأْتُ
__________
1 ظ، ش: من.
2 ظ، ش: إحداهما.
3 ظ، ش: وشمال، وهو خطأ.
4 ظ: وكأن.
5 لأنه: ساقط من ظ، ش.
6 ص، ظ: العألم والخأتم، بالهمزة الساكنة فيهما, وش بدون همز فيهما.

الصفحة 106