كتاب المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

وتحقيره: أَعْياد, وعُيَيْد، فلم يرجعوا الواو وإن كانت الكسرة قبلها قد زالت, فكذلك ما تنكر أن يكون مألوق من البدل اللازم وإن زالت الضمة الموجبة للقلب كما زالت الكسرة من عيد في قولهم: عُييد، وأعياد ولم ترد الياء إلى الواو, كما1 قالوا: البرية، فألزموها التخفيف وأصلها الهمز, وكما قالوا: النبي، فألزموه2 البدل في الأمر العام الشائع؟
قيل: الحمل على هذه الأشياء لا يجوز؛ لخروجها عن القياس ودخولها في الشذوذ. فينبغي إذا كان الأمر كذلك أن تسلم كما سمعت ولا تجعل أصلا يقاس عليه.
وأيضا فإنا3 قد سمعناهم يقولون: تَنَبَّأ مُسَيْلمة4 وذكر سيبويه: أن جميع العرب تهمز هذا فتقول: تنبأ مسيلمة4 وقد قالوا: بَرَأَ5 الله الخلق, وقالوا أيضا: عاد يعود. فلما سمعناهم يقولون هذا دلنا ذلك على أن النبي، والبرية، وعيدا، أصلها الهمز6 والواو, فقضينا لها بهذه الأصول لقيام الدلالة عليها.
ونحن لم نسمعهم لفظوا بالواو في تصريف أَوْلَق, فنقضي بأنه من الواو دون الهمز7. فنحن على الظاهر حتى تقوم دلالة ننزل لها عنه إلى غيره, فإن ادعى ذلك مدع لزمه الدليل عليه وكان هو المطالب به دوننا.
__________
1 ظ، ش: وكما.
2 ظ، ش: فألزموا، بغير هاء.
3 فإنا: زيادة من ظ، ش.
4، 4 ساقط من ظ، ش.
5 ص: أبرأ.
6 ص: الهمزة.
7 ظ، ش: الهمزة.

الصفحة 115