كتاب المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني
انقلبت علامة التأنيث التي كانت بعدها في "صحراء" ياء؛ لوقوع1 الياء المنقلبة عن الألف قبلها. وذلك قولك2: صحاريّ, وزالت الهمزة لزوال الألف الموجبة3 لها من قبلها.
فلو كانت الهمزة في "صحراء" غير منقلبة, لم يلزم انقلابها في الجمع، كما أنك لو جمعت "قُرّاء" لقلت: "قَرَارِئ", وكما قالوا4 في جمع كوكب "دُرِّيء: دَرَارِئ" لما كانت الهمزة أصلا غير منقلبة. فقولهم5: "صحاري" بلا همز، دلالة على أن الهمزة في "صحراء" منقلبة, إذ لو لم تكن منقلبة لوجب أن تقول: صحارئ كما قالوا: درارئ.
وإذا ثبت أنها منقلبة في "صحراء", فيجب أن يكون انقلابها عن الألف التي في مثل "حبلى".
ولا يجوز أن تكون منقلبة عن ياء ولا6 واو؛ لأنا7 لا نعلم الياء والواو جاءتا علامتي تأنيث في الأسماء8. فأما الياء في تقومِين، وتقعُدِين، فعلامة الضمير المؤنث، وليست9 من جنس علامات التأنيث في الأسماء المتمكنة.
__________
1 ظ: لوقوعها، وهو تصحيف.
2 ظ، ش: نحو.
3 ظ، ش: المفتوحة، وهو خطأ.
4 ظ، ش: قال.
5 في موضع هذا الرقم بين الكلمتين: "فقولهم: "صحاري" ... " وقع في ظ كلام في مؤلف من سبعة سطور دقيقة متعرجة، وأوله "من التاء في الوصل ... " يتلوه كلام في صلبها مؤلف من هامشها نحو أربعة عشر سطرًا وآخره: "وقد فسرنا بعض هذا فيما مضى ... " وهذا الكلام كله -ما كان منه في الهامش وما كان منه في الصلب- زائد في هذا الموضع, ولا علاقة له هنا بما قبله ولا بما بعده، وإنما موضعه في صفحتي 161، 162 الآتيتين من هذا الجزء: "ج 1 من المنصف"، وسنشير إليه هناك فيهما.
6 ظ، ش: "أو" بدل "ولا".
7 ظ: لأنها.
8 في الأسماء: ساقط من ظ، ش.
9 ظ، ش: وليس.