كتاب المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

ولو قيل لهم: ما وزن "غدودن" من ضرب؟ لقالوا: "ضَرَوْرَبٌ"، يريدون به المثال لا غير, ولا يريدون به أن يجعلوه اسما ولا صفة. كما يقولون: "هذا رجل ضربب, وهذا رجل ضرنبى".
ألا ترى أن أبا الحسن قد قال في كتابه: فإن أبى خصمك فقل له: فلو قيل: كيف كان يقال؟ فإنه لا يجد بدا من الرجوع إليك.
فهذا يدل على أنه يريد: إن لم يجبك إلى أن تبني على1 ما لم يأت، فقل له: فكيف2 كان3 يكون حكمه لو جاء؟ فإنه لا بد له4 من الرجوع إليك، أي: فلا بد من أن يمثل لك5 جميع ما تسأله عنه على شريطة6 أنه لو جاء, لكان على هذه الصيغة.
فهذا كله يقوِّي أن تقول: "ضرببَ زيدٌ عمرَا"7, وألا تجيز7: "ضَيْرَبَ زيدٌ عمرًا", ولا "ضَوْرَبَ بكر خالدا".
__________
1 على: ساقط من ظ، ش.
2 ظ، ش: كيف.
3 كان: ساقط من ظ، ش.
4 له: ساقط من ظ، ش.
5 لك: زيادة من ظ، ش.
6 شريطة: زيادة من ظ، ش.
7، 7 يقابل ما بينهما في ظ، ش: ولا يجوز.

الصفحة 183