كتاب المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني
وزرته", ولكن قولهم: "جعت, وقمت" -بضم الفاء- وقولهم في المضارع1: "يجوع، ويقوم" دون "يجاع، ويقام" يدلان على أنه ليس بـ "فَعِلت".
وقولهم في اسم الفاعل: "جائع، وقائم" دون "جَوِيع، وقَوِيم" يدل على أنه ليس بـ "فَعُلت".
فأما "خِفت, وهِبت" فإنهما2 "فَعِلت" يدل على ذلك قولهم في المضارع: "يخاف, ويهاب" لأن "يفعَل" إنما يجيء من فَعِل نحو "شَرِب" فهو "يشرب", وقد مر3 ذكر هذا3.
ويدل على أن "خفت" أيضا "فَعِلت" كسرهم الخاء وليس من الياء, فتجعله كـ "بعت", وهو من الواو لقولهم: "الخوف، وهو أخوف منك", وقولهم: "خائف, وهائب" لا يدل على أنه "فَعَلت" دون "فَعِلت"؛ لأن "فاعلا" قد يجيء من "فَعِل" كما يجيء من "فَعَل", وذلك قولهم: "شرب فهو شارب، وركب فهو راكب".
ولكن قولهم: "خائف, وهائب" يدل على أن "خفت" ليس بـ "فعُلت"؛ لأنه لا يقال: "فعُلت فأنا فاعل" إنما يجيء على "فَعِيل" وقد مر ذكره.
فتأمل هذه المواضع، فإني قد استقصيت القول فيها, ولم أر أحدا من أصحابنا بسطها هذا البسط.
أصل "طُلْتُ: فَعُلْتُ":
قال أبو عثمان:
وأما "طلت" فهي "فَعُلت" أصلٌ، فاعتلت4 من "فعلت" غير
__________
1 المضارع: ساقط من ظ، ش.
2 ظ: فإنها. وش: فإنما.
3، 3 ظ، ش: ذكرها.
4 ظ، ش: واعتلت.