كتاب المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني
فالساقط واو, وإن كان أولها مكسورا. وقال الآخر:
قد حال دون دريسيه مُؤَوِّبة ... نسع لها بعضاه الأرض تهزيز
فالساقط على هذا القول من عِضَة هاء، وعلى هذا قالوا: "بعير عاضه" إذا أكل العضاه، وليس هنا للياء1 مدخل, وقالوا في جميع "سنة: سنوات"، فالساقط واو كما ترى، وإن كانت السين مفتوحة.
واسم: محذوف اللام لقولهم: "سميت وأسماء"، فهذا2 بمنزلة "دميت ودماء", والمحذوف منه واو؛ لأنه من السمو والرفعة، وفيه لغات: "اسْم وسِم وسُم".
وحدثنا أبو علي عن أحمد بن يحيى, عن ابن الأعرابي أنه يقال: "سمى" بوزن "هدى". وقال الراجز:
وعامنا أعجبنا مقدمه ... يدعى أبا السمح وقرضاب سِمُهْ
وقال الآخر:
باسم الذي في كل سورة سُمُهْ
بكسر السين وضمها. فأما ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر:
فدع عنك ذكر اللهو واعمد لمدحة ... لخير معد كلها حيثما انتمى
لأعظمها قدرا وأكرمها أبا ... وأحسنها وجها وأعلنها سُما
ويروى سِما بكسر السين3. فمن كسر السين فالألف عنده للوصل بمنزلة الألف في قول الراجز:
يا دار عمرة من محتلها الجرعا
__________
1 ظ، ش: الهاء.
2 فهذا: ساقط من ظ، ش.
3 بكسر السين: ساقط من ظ، ش.
الصفحة 60
464