كتاب المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

موضع تكون زائدة1؛ لما احتاج إلى تحديد المواضع، ولحدّد الحروف وحدها.
وقال: إذا رأيت شيئا من هذه الحروف العشرة في كلمة2 فاقض بزيادته ولا تتوقف، وهذا خطأ لا يقوله أحد، ألا ترى أن "أوى، ووأى" إنما هما3 مركبان من همزة وواو وياء، وليس فيهما حرف زائد البتة, وإن كنا نعلم أن الهمزة، والواو، والياء من حروف الزيادة في غير هذا الموضع.
ولكن ينبغي أن تُعرَف مواقع الزيادة وكيف تكون وكيف وقعت في كلامهم بالأدلة الواضحة. وسنأتي على ذلك إن شاء الله تعالى4.
الهمزة التي في أول الكلمة:
قال أبو عثمان: اعلم أن الهمزة إذا كانت أولا, وكان الشيء الذي هي فيه عدده أربعة أحرف بها فصاعدا5, فهي زائدة، إلا أن يجيء أمر يوضح أنها من نفس الحرف6, وذلك نحو "أفْكَل وأَيْدَع".
قال أبو الفتح: اعلم أنه قد تحجّر في هذا الفصل قسطا كبيرا من اللغة، عرّف أمر الهمزة فيه، فأمن معه أن تكون الهمزة في أول ما عدته أربعة أحرف بها, إلا زائدة إلا أن يجيء أمر يوضح أنها من نفس الحرف.
__________
1 ظ، ش: زيادة.
2 في كلمة: ساقط من ظ، ش.
3 إنما هما: ساقط من ظ، ش.
4 تعالى: زيادة من ظ، ش.
5 فصاعدا: ساقط من ظ، ش.
6 ص وهامش ظ: الحرف. وظ، ش: الكلمة، والمعنى واحد.

الصفحة 99