وأحمد بن إسحاق بن أيوب، وخلقٌ كثير سواهم (¬1).
قال المقدسي: وكفاه أنه قال: كتبتُ عن أربعةِ من مشايخي (¬2) أربعةَ آلاف جزء (¬3).
وقال محمد بن طاهر المقدسي - فيما رواه عنه السِّلَفي -: سألتُ الإمام أبا القاسم سعد بن عليّ الزَّنجانيَّ الحافظَ بمكةَ - وما رأيتُ مثلَه - قلت: أربعةٌ من الحفَّاظ تعاصروا، أيُّهم أحفظُ؟ فقال: مَنْ؟ قلت: الدارقُطني ببغدادَ، وعبد الغني بمصرَ، وأبو عبد الله بن مَنْده بأصبهانَ، وأبو عبد الله الحاكم بنيسابورَ، فسكت، فألححتُ عليه، فقال: أمَّا الدارقطنيُّ فأعلمُهم بالعلل، وأما عبد الغني فأعلمهم بالأنساب، وأما [أبو] عبد الله بن منده فأكثرهم حديثاً مع معرفةٍ تامة، وأما الحاكم فأحسنهم تصنيفاً (¬4).
وروى الحافظ السلفي - رحمة الله عليه - قال: سمعتُ أبا الرجاء
¬__________
(¬1) قال ابن أبي يعلى في "الطبقات" (2/ 167): بلغني عنه أنه كتب عن ألف شيخ وسبع مئة شيخ، وقال: طفت الشرق والغرب مرتين، فلم أتقرب إلى كل مذبذب، ولم أسمع من المبتدعين حديثاً واحدًا.
(¬2) وهم: أبو سعيد بن الأعرابي، وأبو العباس الأصم، وخيثمة الأطرابلسي، والهيثم الشاشي. انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (17/ 34).
(¬3) رواه ابن نقطة في "التقييد" (ص: 40)، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (17/ 34)، وفي "تذكرة الحفاظ" (3/ 1034).
(¬4) انظر: "أطراف الغرائب والأفراد للدارقطني" تخريج ابن طاهر المقدسي (1/ 51).