كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 1)

ادُّعيَ فيه النقلُ عرفًا أو الاشتراكُ، فالكلُّ خلافُ الأصل.

ومن ذلك القليل: وهو محمولٌ هنا على غير الكافي للطهارة، وما يحتاج إليه للشُّرب، وقد يُستعمَل في غير هذا المحل لغير هذا المعنى.

ومنها لفظ الطَّهور: وهو هنا بفتح الطاء؛ لأنَّه اسمٌ للماء الذي يُتطهَّر به، والطُّهور - بضم الطاء - اسمٌ لفعلِ التطهر، هذا هو المشهور، وجعل سيبويه الطَّهور - بالفتح - مصدراً (¬1)، وسيأتي الكلام على هذه اللفظة بأكثر من هذا في وجه الفوائد، إن شاء الله تعالى.

ومنها الحِلُّ: وهو بمعنى الحلال، كالحرِم بمعنى الحرام.

ومنها المَيتة: وهي ها هنا بفتح الميم، لأنَّ المرادَ العينُ الميتة، وأما المِيتة - بكسر الميم -: فهي هيئةُ الموت، ولا معنى لها ها هنا إلَّا بتكلف (¬2)، والمَيتة - بالتشديد والتخفيف - (¬3) بمعنى واحد في موارد الاستعمال، وفَصَل بعضُهم بينهما.
* * *
¬__________
(¬1) انظر: "الكتاب" لسيبويه (2/ 224)، باب: في الخصال التي تكون في الأشياء.
(¬2) قال الخطابي في "إصلاح غلط المحدثين" (ص: 44): عوام الرواة يولعون بكسر الميم من "الميتة"، وإنما هي "مَيتته" مفتوحة الميم، وكسرها خطأ.
(¬3) أي: بتشديد الياء من "الميتة" وتخفيفها.

الصفحة 80