كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: مقدمة)

في هذا الكتاب (¬1).
ولذا قال عنه شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: هو كتاب الإسلام، وقال: ما عَمِلَ أحدٌ مثلَه، ولا الحافظُ الضِّياءُ، ولا جدِّي أبو البركات (¬2).
ثم إنَّه - رحمه الله - قد اختصرَ كتابَه هذا، لَمَّا رأى استخشانَ بعضِ أهل عصره لإطالته، فصنف "الإلمام بأحاديث الأحكام"، وهو من أجلِّ كتابٍ وُضِع في أحاديث الأحكام، يحفظُه المبتدئ المستفيدُ، ويناظِرُ فيه الفقيهُ المفيدُ (¬3)، ومن فَهِمَ مغزاه، شدَّ عليه يدَ الضِّنانة، وأنزله من قلبه وتعظيمهِ الأعزَّين مكاناً ومكانة (¬4).
وقد شرطَ فيه مؤلِّفُه أن لا يوردَ إلا حديثَ من وثَّقه إمام من مزكِّي رواة الأخبار، وكان صحيحاً على طريقة بعض أهل الحديث الحفَّاظ، أو أئمة الفقه النظَّار (¬5).
ثم إنه - رحمه الله - قد شرح هذا الكتاب؛ أعني "الإلمام" شرحاً عظيماً (¬6)، وصل فيه إلى نهاية باب صفة الوضوء، أتى فيه
¬__________
(¬1) انظر: "مقدمة الإمام في معرفة أحاديث الأحكام" (1/ 52) نقلاً عن "ملء العيبة" لابن رُشيد (3/ 260).
(¬2) انظر: "الطالع السعيد" للأدفوي (ص: 575 - 576).
(¬3) انظر: "الاهتمام بتلخيص الإلمام" لقطب الدين الحلبي (ص: 5).
(¬4) انظر: "مقدمة هذا الشرح" (1/ 25).
(¬5) انظر: "مقدمة هذا الشرح" (1/ 26).
(¬6) انظر: "تذكرة الحفاظ" للذهبي (4/ 1482).

الصفحة 6