كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)

وروى الحاكم من طريق السراج، في "تاريخه" ثم من طريق محمد بن عمارة، عَن زينب بنت نبيط أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم حلى أمها وخالتها رعاثا من تبر وذهب فيه لؤلؤ، وكان أبوهما أَسعد بن زرارة أوصى بهما إلى رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم.
وقال عبد الرزاق، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي أمامة بن سهل قال دخل النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم على أَسعد بن زرارة، وكان أحد النقباء ليلة العقبة وقد أخذته الشوكة فكواه الحديث.
وكذلك رواه الحاكم من طريق يونس، عَن الزُّهْرِيّ.
قلتُ: هذا هو المحفوظ ورواه عبد الأعلى، عَن معمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أنس.
أَخرَجه الحاكم أيضًا وهي شاذة.
ورواه ابن أبي ذئب، عَن الزُّهْرِيّ، عَن عُروَة، عَن عائشة وهي شاذة أيضًا.
ورواه زمعة بن صالح، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي أمامة بن سهل، عَن أبي أمامة أَسعد بن زرارة وهذا موافق لرواية عبد الرزاق لأنه لم يرد بقوله، عَن أبي أمامة أَسعد بن زرارة الرواية وإنما أراد أن يقول، عَن قصة أَسعد زرارة والله أعلم.
وقد اتفق أهل المغازي والتواريخ على أنه مات في حياة النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم قبل بدر. ووقع في الطبراني من طريق الشعبي، عَن زفر بن وثيمة من المغيرة بن شعبة أن أَسعد بن زرارة قال لعمر أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم كتب إلى الضحاك بن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها وهذا فيه نظر ولعله كان فيه أن سعد بن زرارة فصحف والله أعلم وإلا فيحمل على أنه أَسعد بن زرارة آخر انتهى.

الصفحة 115