كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)

وقد كثر سؤال جماعة من الإخوان في تبييضه، فاستخرت الله تعالى في ذلك، ورتبته على أربعة أقسام في كل حرف منه: فالقسم الأول - فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه أو، عَن غيره، سواء كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان.
وقد كنت أولا رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة أقسام، ثم بدا لي أن أجعله قسما واحدا. وأميز ذلك في كل ترجمة.
القسم الثاني - من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم لبعض الصحابة من النساء والرجال، ممن مات صَلى الله عَلَيه وسَلم وهو في دون سن التمييز؛ إذ ذكر أولئك في الصحابة، إنما هو على سبيل الإلحاق: لغلبة الظن على أنه صَلى الله عَلَيه وسَلم رآهم لتوفر دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنكهم ويسميهم ويبرك عليهم؛ والأخبار بذلك كثيرة شهيرة: ففي صحيح مسلم من طريق هشام بن عُروَة، عَن أَبيه، عَن عائشة أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم.

الصفحة 12