كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)
وقد قال ابن حزم في كتاب الأقضية من المحلى: من ادعى الإجماع فقد كذب على الأمة ؛ فإن الله تعالى قد أعلمنا أن نفرا من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ؛ فهم صحابة فضلاء ؛ فمن أين للمدعي إجماع أولئك ؟.
وهذا الذي ذكره في مسألة الإجماع لا نوافقه عليه ؛ وإنما أردت نقل كلامه في كونهم صحابة.
وهل تدخل الملائكة ؟ محل نظر ؛ قد قال بعضهم: إن ذلك ينبني على أنه هل كان مبعوثا إليهم أو لا ؟ وقد نقل الإمام فخر الدين في أسرار التنزيل الإجماع على أنه صَلى الله عَلَيه وسَلم
لم يكن مُرْسَلاً إلى الملائكة . ونوزع في هذا النقل ؛ بل رجح الشيخ تقي الدين السبكي أنه كان مُرْسَلاً إليهم . واحتج بأشياء يطول شرحها . وفي صحة بناء هذه المسألة على هذا الأصل نظر لا يخفى.