كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)
الفصل الثاني في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيا
وذلك بأشياء: أولها أن يثبت بطريق التواتر أنه صحابي، ثم بالاستفاضة والشهرة، ثم بأن يروى، عَن آحاد من الصحابة أن فلانا له صُحبَةٌ مثلا ؛ وكذا، عَن آحاد التابعين، بناء على قبول التزكية من واحد ؛ وهو الراجح ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي.
أما الشرط الأول - وهو العدالة - فجزم به الآمدي وغيره ؛ لأن قوله قبل أن تثبت عدالته: أنا صحابي أو ما يقوم مقام ذلك - يلزم من قبو قوله إثبات عدالته ؛ لأن الصحابة كلهم عدول، فيصير بمنزلة قول القائل: أنا عدل ؛ وذلك لا يقبل.
وأما الشرط الثاني - وهو المعاصرة - فيعتبر بمضي مِئَة سنة وعشر سنين من هجرة النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ؛ لقوله صَلى الله عَلَيه وسَلم في آخر عمره لأصحابه: أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مِئَة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد . رواه البُخارِيّ، ومسلم من حديث ابن عمر .