كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)

ثم روى بسنده إلى أبي زُرعة الرازي، قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم فاعلم أنه زنديق؛ وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به حق؛
وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة؛ وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة. انتهى.
والأحاديث الواردة في تفضيل الصحابة كثيرة؛ من أدلها على المقصود ما رواه التِّرمِذيّ، وابن حبان في صحيحه، من حديث عَبد الله بن مغفل. قال: قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم: الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه.
وقال أَبو محمد بن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا؛ قال الله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} وقال تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون}: فثبت أن الجميع من أهل الجنة، وأنه لا يدخل أحد منهم النار، لأنهم المخاطبون بالآية السابقة.

الصفحة 24