كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)
حَدَّثنا أَبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي،، عَن الأَسود - يعني ابن قيس،، عَن نبيح - يعني العنزي،، عَن أبي سعيد الخدري، قال: كنا عنده وهو متكئ. فذكرنا عليا ومعاوية، فتناول رجل معاوية، فاستوى أَبو سعيد الخدري جالسا، ثم قال: كنا ننزل رفاقا مع رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم، فكنا في رفقة فيها أَبو بكر، فنزلنا على أهل أبيات، وفيهم امرأة حبلى، ومعنا رجل من أهل البادية، فقال للمرأة الحامل: أيسرك أن تلدي غلاما؟ قالت: نعم , قال: إن أعطيتني شاة ولدت غلاما. فأعطته. فسجع لها أسجاعا، ثم عمد إلى الشاة فذبحها وطبخها، وجلسنا نأكل منها، ومعنا أَبو بكر؛ فلما علم بالقصة قام فتقيأ كل شيء أكل. قال: ثم رأيت ذلك البدوي أتى به عمر بن الخطاب وقد هجا الأنصار؛ فقال لهم عمر: لولا أن له صُحبَةٌ من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم ما أدري ما نال فيها لكفيتموه، ولكن له صُحبَةٌ من رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم.
لفظ علي بن الجعد: ورجال هذا الحديث ثقات؛ وقد توقف عمر رضي الله عنه، عَن معاتبته فضلا، عَن معاقبته لكونه علم أنه لقي النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم.
وفي ذلك أبين شاهد على أنهم كانوا يعتقدون أن شأن الصحبة لا يعد له شيء. كما ثبت في الصحيحين، عَن أبي سعيد الخدري من قوله صَلى الله عَلَيه وسَلم: والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه.
وتواتر عنه صَلى الله عَلَيه وسَلم قوله: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم.