كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)
وقال أَبو حَسَّان الزِّيَادِي: مات سنة سبع وعشرين في خلافة عثمان.
ومما يدل على أنه تأخرت وفاته، عَن خلافة أبي بكر ما رَوى ابن أبي داود والبغوي من طريق سليمان بن وهب الأنباري، قال: حَدَّثنا النعمان بن بزرج قال لما توفي رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم بعث أَبو بكر أبان بن سعيد إلى اليمن فكلمه فيروز في دم دادويه الدى قتله قيس بن مكشوح فقال أبان لقيس أقتلت رجلا مسلما فأنكر قيس أن يكون دادويه مسلما وأنه إنما قتله بأبيه وعمه فخطب أبان فقال إن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم قد وضع كل دم كان في الجاهلية فمن أحدث في الإسلام حدثا اخذناه به ثم قال أبان لقيس الحق بأمير المؤمنين عمر وأنا أكتب لك إني قضيت بينكما فكتب إلى عمر بذلك فأمضاه.
قال البَغَوِيُّ: لا أعلم لأبان بن سعيد مسندا غيره.
قلتُ: وذَكَرَهُ البُخَارِيُّ في ترجمته مختصرا ورجح ابن عَبد البَرِّ القول الأول ثم ختم الترجمة بأن قال، وكان أبان هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان على زيد بن ثابت أمرهما بذلك عثمان ذكر ذلك ابن شهاب، عَن خارجة بن زيد بن ثابت، عَن أَبيه انتهى.
وهو كلام يقتضى التناقض والتدافع لأن عثمان إنما أمر بذلك في خلافته فكيف يعيش إلى خلافة عثمان من قتل في خلافة أبي بكر بل الرواية التي أشار إليها ابن عَبد البَرِّ رواية شاذة تَفَرَّدَ بها نعيم بن حماد، عَن الدراوردي والمعروف أن المأمور بذلك سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وهو ابن أخي أبان بن سعيد والله أعلم.