كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)
فبعث باذان قهرمانة بأبويه، وكان كاتبا حاسبا وبعث معه رجلا من الفرس يُقَالُ لَهُ: خسرة إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى وقال لبابويه ويلك انظر إلى الرجل ما هو وائتني بخبره فقدما الطائف ثم قدما المدينة فكلمه بأبويه إن شاهنشاه كسرى كتب إلى الملك.
باذان يأمره أن يبعث إليه من يأتيه بك فإن اجبت كتبت معك ما ينفعك عنده وإن أبيت فإنه مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك.
فقال لهما ارجعا حتى تأتياني غدا فأوحي إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم أن الله سلط على كسرى ولده فقتله في ساعة كذا من ليلة كذا من شهر كذا.
فلما اصبحا أخبرهما بذلك فقالا نكتب بذلك عنك إلى باذان قال نعم وقولا له إن أسلمت أقرك على ملكك ثم أعطي خسرة منطقة فيها ذهب وفضة فرجعا إلى باذان فأخبراه الخبر فقال ما هذا بكلام ملك ولئن كان ما قال حقا فإنه لنبي مرسل فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه يخبره بقتل كسرى ويامره بأخذ الطاعة ممن قبله ولا يتعرض للرجل الذي كتب إليك كسرى في أمره قال فأسلم باذان وأسلمت الأبناء من فارس ممن كان منهم باليمن.
وكان بأبويه قد قال لباذان ما علمت أحدا كان أهيب عندي منه.
وأخرج بن أبي الدنيا، عَن علي بن الجعد، عَن أبي معشر، عَن سعيد المقبري مختصرا جدا ولم يسم خسرة ولا بأبويه.