كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)

وفي الجملة هي وهم من أحد رواته.
وأخرج ابن مَنْدَه من تفسير عبد الغني بن سعيد الثَّقفي أحد الضعفاء المتروكين بأسانيده، عَن ابن عباس أن أبا بكر الصديق صحب النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وهو ابن ثمان عشرة سنة والنبي صَلى الله عَلَيه وسَلم بن عشرين وهم يريدون الشام في تجارة حتى إذا نزل منزلا فيه سدرة قعد في ظلها ومضى أَبو بكر إلى راهب يُقَالُ لَهُ: بحيرا يسأله، عَن شيء فقال له من الرجل الذي في ظل السدرة فقال محمد بن عَبد الله بن عبد المطلب فقال هذا والله نبي ما استظل تحتها بعد عيسى بن مريم الا محمد.
ووقع في قلب أبي بكر الصديق فلما بعث نبي الله صَلى الله عَلَيه وسَلم اتبعه فهذا إن صح يحتمل أن يكون في سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب.
وفي شرف المصطفى لأبي سعيد النيسابوري أنه صَلى الله عَلَيه وسَلم مر ببحيرا أيضًا لما خرج في تجارة خديجة ومعه ميسرة وأن بحيرا قال له قد عرفت العلامات فيك كلها الا خاتم النبوة فاكشف لي، عَن ظهرك وأنه كشف له، عَن ظهره فرآه فقال أشهد أن لا آله الا الله وأشهد انك رسول الله النَّبيّ الأمي الذي بشر به عيسى بن مريم ثم ذكر القصة مطولة جدا فالله أعلم. وإنما ذكرته في هذا القسم لأن تعريف الصحابي لا ينطبق عليه وهو مسلم لقي النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم مؤمنا به ومات على ذلك فقولنا مسلم يخرج من لقيه مؤمنا به قبل أن يبعث كهذا الرجل والله أعلم.

الصفحة 644