كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 1)

وأَخرجه الحاكم أيضًا.
لكن قال الدَّارَقُطْنِيُّ، في "الأفراد": تَفَرَّدَ به هشام بن زياد، وهو أبوالمقدام، وقد ضَعَّفُوه.
وروى الحاكم أيضًا أن الأرقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص.
وروى ابن مَنْدَه من طريق إبراهيم بن المنذر قال توفي الأرقم في خلافة معاوية سنة خمس وخمسين ثم روى بسند لَيِّنٍ، عَن عثمان بن الأرقم قال: توفي أبي سنة ثلاث وخمسين وهو ابن خمس وثمانين سنة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص.
وروى أَبو نعيم، وابن عَبد البَرِّ بسند منقطع أنه توفي يوم مات أَبو بكر الصديق وحمله ابن عَبد البَرِّ على أن المراد بذلك والده أَبو الأرقم كما سيأتي في ترجمته.
وشهد الأرقم بَدرًا وأحدا والمشاهد كلها وأقطعه النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم دارا بالمدينة.
وقال ابن عَبْد البر: وقع لابن أبي حاتم فيه وهم فإنه جعل الأرقم هذا والد عَبد الله بن الأرقم يعني الذي كان على بيت المال لعثمان وهذا زهري والأول مخزومي ووالد الزُّهْرِيّ اسمه عَبد يَغُوث بن وهب بن عبد مناف.
قلت: روى الطبراني من طريق الثوري، عَن ابن أبي ليلى، عَن الحكم، عَن مقسم، عَن ابن عباس قال استعمل النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم الأرقم بن أبي الأرقم الزُّهْرِيّ على السعاية فاستتبع أبا رافع مولى النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فأتي النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فقال يا أبا رافع إن الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد فهذا يدل على أن للارقم الزُّهْرِيّ أيضًا صحبة لكن رواه شعبة، عَن الحكم، عَن مقسم فقال استعمل رجلا من بني مخزوم وكذلك اخرجه أَبو داود وغيره وإسناده أصح من الأول والله أعلم.

الصفحة 93