كتاب نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد (اسم الجزء: 1)
المبحث الثامن: مآخذ على المؤلف
منها:
1 - مواطن نقل فيها بالحرف ولم يعين مظنة النقل، ولم يعزها إلى أحد، فأوهمت أنها للمؤلف:
4 - الموطن الأول، عند كلامه على الاستعاذة؛ وذلك قوله:
"واختلف في الجن والشياطين على القول بوجودهما؛ وهو مذهب أهل الحق. قيل هما نوع واحد، والشياطين متمردة الجن. ثم قال المتكلمون إنها أجسام لطيفة قادرة على التشكل. وزعمت الفلاسفة أنها لا متحيزة ولا قائمة بمتحيز، وأكثرهم على أنها مخالفة بالنوع لأرواح البشر، ومنهم من يقول: الأرواح البشرية إذا فارقت أبدانها كانت شديدة الانجذاب إلى ما يشاكلها إن خيرة فخيرة، وإن شرية فشرية، وتعينها على الخير أو الشر، متعلقة بها ضربا من التعلق، وهي الشياطين.
وأوائل الفلاسفة والمعتزلة أنكروا الشياطين قائلين: إن كانت بلطافة الهواء لم تقو على شيء من الأفعال وأفسد تركيبها أدنى سبب، وإن كثفت لزم رؤيتها. والجواب: عدم لزوم الرؤية ما لم يخلقها الله سبحانه".
والنص المذكور نقل عن "المختصر الكلامي" لابن عرفة. انظره في ن خ ع ك 1: 91 - و.
2 - الموطن الثاني عند حديثه عن البسملة:
"ثم اختَلفُوا في الْمَجَازِ المرادِ بِهَا، فقال الشيْخُ أبُو الحسَنِ الأَشْعَرِيُّ: "المرادُ بِهَا إرادةُ الإحسَانِ"، وقال القَاضِي أبُو بكْرٍ البَاقِلاني: "المرادُ بها نفْسُ الإِحْسَان"، فهيَ صِفَةُ فِعلٍ، وعَلَى الأَولِ صفةُ ذَاتٍ؛ وفي القرآن مواضِعُ يتَعَيّنُ فيها مَذْهَبُ الشَيْخ، ومواضعُ يتعَيَّنُ فيهَا مذْهَبُ القَاضِي، ومواضعُ تحتَمِلُ المذْهبَيْن:
الصفحة 219
245