كتاب نكت وتنبيهات في تفسير القرآن المجيد (اسم الجزء: 1)

كان عذب المنطق حسن الإيراد والتقرير فصيح اللسان عارفا بصنعة التدريس ممتع المجلس، جميل الصحبة، سري الهمة، نقي الشَّيبة حسن الأخلاق والهيبة، عذب الفكاهة، معظما عند الخاصة والعامة. مجالس إقرائه في غاية الاحتفال. وبالجملة فهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين، لم يزل يحرض الناس في خطبه ومجالس تدريسه على الجهاد والاعتناء به. وحضر بنفسه مواقف عديدة ورابط مرات. وخرج آخر عمره لقصر كتامة للحراسة فمرض ورجع لفاس، فتوفي يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى سنة تسع عشرة. وكثر الناس في جنازته وحضرها السلطان فمن دونه، وتبعه ثناء حسن، وعظم التأسف عليه، اهـ.
قلت: وممن أخذ عنه بوعبد الله بن العباس والدقون وعلي بن هارون وغيرهم. ألف "شفاء الغليل في حل مقفل خليل"، بين فيه مواضع مشكلة منه، ونبه على ما سها فيه بهرام، من أحسن حواشيه، عم نفعه مشرقا ومغربا. و "تكميل التقييد وتحليل التعقيد" على المدونة، كمل به تقييد أبي الحسن الزرويلي مع حل عقائد ابن عرفة، في ثلاثة أسفار، ويذكر أن بعض معاصريه كان يقول: أما التكميل فكمله، وأما التعقيد فما حلله. و "حاشية لطيفة على الألفية"، نبه فيها على مواضع من كلام المرادي مع نقل بعض تحقيقات الإمام الشاطبي ونكته. و "منية الحساب"، في الحساب، بديع النظم، وشرحها "بغية الطلاب"، في سفر. و "ذيل الخزرجية" في العروض. و "نظم

الصفحة 227