كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري (اسم الجزء: 1)

٣ - مناقشة أسانيد ومتون هذه الروايات وبيّن أنها غير صحيحة والسند والمتن.
وخلاصة كلام الأستاذ إبراهيم الشهرزوري أن حركة النفس الزكية كانت سنة ١٤٥ وكان عمر الإمام أبي حنيفة يومها (٦٥) عامًا على رأي جمهور المؤرخين وهو عمر الاستقرار العلمي حيث يبلغ الإنسان أشده من النضج العقلي وينظر في كل آرائه السابقة إن احتاجت إلى التغيير أو الترجيح أو غيرهما، وبما أن كل الآراء الواردة عن هذا الإمام سابقًا ولاحقًا وكذلك إجماع فقهاء مذهبه ضد الخروج على السلطان فإن هذه الروايات باطلة -ثم استشهد الشهرزوري بنقول من كتب الأئمة الأحناف ومنهم الإمام السرخسي إذ يقول: اعلم أن الفتنة إذا وقعت بين المسلمين فالواجب على كل مسلم أن يعتزل الفتنة، وهذا القول رواه الحسن عن أبي حنيفة ثم ناقش الأستاذ إبراهيم أسانيد هذه الروايات وبيّن أنها ضعيفة لا يعول عليها وتخالف مذهب الإمام أبي حنيفة وفقهاء مذهبه.
ثم بيّن أن بعض طرق القصة جاءت عن أبي الفرج الأصبهاني في كتابه: "مقاتل الطالبيين"، وهو تالف متروك.
وبعضها الآخر من طريق أئمة ثقات ولكنهم من أهل الحديث يومها وأبو حنيفة من أهل الرأي ولا تقبل رواية الأقران في بعضهم البعض إذا كانت بينهم مثل هذه الأمور -كما قالوا: [رواية الأقران تطوى ولا تروى].
وأخيرًا فإن الأستاذ إبراهيم الشهرزوري يرى في متن هذه القصة تناقضًا واضحًا حيث تذكر الرواية أن أبا حنيفة لما جهر بالكلام أيام إبراهيم لم يليث أن جيء به إلى بغداد وعاش خمسة عشر يومًا ثم سقي سمًا فمات سنة ١٥٠ هـ ومن المعلوم أن إبراهيم قتل سنة ١٤٥ فكيف جيء بأبي حنيفة أيام إبراهيم مباشرة ولم يعش إلا (١٥) يومًا ثم مات سنة ١٥٠ هـ؟ ! [مناهج المحدثين في نقد الروايات التأريخية ٣٥٩ - ٣٦٩ - ٣٧٠].
وأخيرًا منهج هذا التحقيق [تخريج روايات الطبري وتمييزها إلى صحيح وضعيف ومسكوت عنه].
بعد توفيق الله تعالى لنا وتأييده بدأنا بتخريج روايات تأريخ الطبري [تأريخ

الصفحة 52