كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 1)

D بكلامه جملة وقبل تفسيره عن الله بأن الله فرض طاعة نبيه A فقال Y {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
وقال Y {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله} . مع ما فرض من طاعة رسوله A فإن قيل فهل سنة النبي A بوحي قيل الله أعلم .
أخبرنا مسلم بن خالد أحسبه عن ابن جريج عن ابن طاووس عن أبيه أن عنده كتابا من العقول نزل به الوحي وما فرض رسول الله A من صدقة وعقول فإنما نزل به الوحي.
قال الشَّافِعِيُّ Y وقيل Y لم يسن رسول الله A شيئا قط إلا بوحي الله D فمن الوحي ما يتلى ومنه ما يكون وحيا إلى رسوله فيستن به .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ Y " مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ إِلا وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلا شَيْئًا مِمَّا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ إِلا وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ قَدْ أَلْقَى فِي رَوْعِي أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ.
قَالَ الشَّافِعِيُّ Y وَقَدْ قِيلَ Y " مَا لَمْ يُتْلَ بِهِ قَرْآنًا فَإِنَّمَا أَلْقَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي رَوْعِهِ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَكَانَ وَحْيًا إِلَيْهِ " ، وَقَدْ قِيلَ Y " جَعَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ لَمَّا شَهِدَ لَهُ بِهِ مِنْ أَنَّهُ يَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ أَنْ يَسُنَّ ، وَأَيُّهُمَا كَانَ فَقَدْ أَلْزَمَهُ اللَّهُ خَلْقَهُ ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُمُ الْخِيَرَةَ مِنْ أَمْرِهِمْ فِيمَا سَنَّ وَفَرَضَ عَلَيْهِمُ اتِّبَاعَ سُنَّتِهِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ مِنْ كُتُبِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الأُصُولِ أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ حَدَّثَهُمْ ، قَالَ Y أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ Y أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ Y " وَقَدْ وَضَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ دِينِهِ وَفَرْضِهِ وَكِتَابِهِ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَبَانَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّهُ جَعَلَهُ عَلَمًا لِدِينِهِ بِمَا افْتَرَضَ مِنْ طَاعَتِهِ وَحَرَّمَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ ، وَأَبَانَ مِنْ فَضِيلَتِهِ بِمَا قَرَنَ مِنَ الإِيمَانِ بِرَسُولِهِ مَعَ الإِيمَانِ بِهِ فَقَالَ تَبَارَكَ تَعَالَى Y {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ}.
وَقَالَ Y {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا
عزوجل بكلامه جملة وقبل تفسيره عن الله بأن الله فرض طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال : {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
وقال : {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله} . مع ما فرض من طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فإن قيل فهل سنة النبي صلى الله عليه وسلم بوحي قيل الله أعلم . أخبرنا مسلم بن خالد أحسبه عن ابن جريج عن ابن طاووس عن أبيه أن عنده كتابا من العقول نزل به الوحي وما فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من صدقة وعقول فإنما نزل به الوحي.
قال الشَّافِعِيُّ : وقيل : لم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط إلا بوحي الله عز وجل فمن الوحي ما يتلى ومنه ما يكون وحيا إلى رسوله فيستن به . أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن حنطب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به ولا شيئا مما نهاكم الله عنه إلا وقد نهيتكم عنه وإن الروح الأمين قد ألقى في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها فأجملوا في الطلب.
قال الشَّافِعِيُّ : وقد قيل ما لم يتل به قرآنا فإنما ألقاه جبريل عليه السلام في روعه بأمر الله عز وجل فكان وحيا إليه وقد قيل جعل الله إليه لما شهد له به من أنه يهدي إلى صراط مستقيم أن يسن وأيهما كان فقد ألزمه الله خلقه ولم يجعل لهم الخيرة من أمرهم فيما سن وفرض عليهم اتباع سنة.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه الحافظ رحمه الله فيما قرئ عليه من كتب الشافعي رحمه الله في الأصول أن أبا العباس محمد بن يعقوب حدثهم قال أخبرنا الربيع بن سليمان قال أخبرنا الشافعي قال : وقد وضع الله رسوله صلى الله عليه وسلم من دينه وفرضه وكتابه الموضع الذي أبان جل ثناؤه أنه جعله علما لدينه بما افترض من طاعته وحرم من معصيته وأبان من فضيلته بما قرن من الإيمان برسوله مع الإيمان به فقال تعالى : {فآمنوا بالله ورسوله}.
وقال : {إنما المؤمنون الذين آمنوا

الصفحة 63