كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 1)

كانوا يشربون شراب فضيخ وبسر ولم يحرم يومئذ من الأشربة شيء فأتاهم آت فأخبرهم أن الخمر قد حرمت فأمروا أنسا بكسر جرار شرابهم وذلك لا شك أنهم لا يحدثون مثل هذا إلا ذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله ويشبه أن لو كان قبول خبر من أخبرهم وهو صادق عندهم مما لا يجوز لهم قبوله أن يقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسط الكلام في وجه الدليل منه قال وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة أن تعلم امرأة أن تعلم زوجها أن قبلتها وهو صائم لا تحرم عليه.
ولو لم ير الحجة تقوم عليه بخبرها إذا صدقها لم يأمرها إن شاء الله به وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنيسا الأسلمي أن يغدو على امرأة رجل فإن اعترفت رجمها فاعترفت فرجمها وفي ذلك إفاتة نفسها باعترافها عند أنيس وهو واحد وأمر عمرو بن أمية الضمري أن يقتل أبا سفيان وقد سن أن عليه إن علمه أسلم لم يحل له قتله وقد يحدث الإسلام قبل أن يأتيه عمرو بن أمية وأمر عبد الله بن أنيس أن يقتل خالد بن سفيان الهذلي فقتله ومن سنته لو أسلم أن لا يقتله وكل هؤلاء في معاني ولاته وهم واحد واحد يمضون الحكم بأخبارهم وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عما له واحدا واحدا ورسله واحدا واحدا وإنما بعث عماله ليخبروا الناس بما أخبرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرائع دينهم ويأخذوا منهم ما أوجب الله عليهم ويعطوهم ما لهم ويقيموا عليهم الحدود وينفذوا فيهم الأحكام ولو لم تقم الحجة عليهم بهم إذ كانوا في كل ناحية وجههم إليها أهل صدق عندهم ما بعثهم إن شاء الله.
وساق الكلام في بعث أبي بكر واليا على الحج وبعث علي بأول سورة براءة وبعث معاذ إلى اليمن وبسط الكلام فيه.
ثم قال : فإن زعم أن من جاءه معاذ وأمراء سراياه محجوج بخبرهم فقد زعم أن الحجة تقوم بخبر الواحد وإن زعم أن لم تقم عليهم الحجة فقد أعظم القول وإن قال لم يكن هذا أنكر خبر العامة عمن وصفت وصار إلى طرح خبر الخاصة والعامة وبسط

الصفحة 68