كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 1)

فالعلم إن شاء الله يحيط أن الكذب الذي نهاهم عنه هو الكذب الخفي وذلك الحديث عمن لا يعرف صدقه لأن الكذب إذا كان منهيا عنه على كل حال فلا كذب أعظم من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أحمد وروينا عن ابن عمر قال : كان عمر يأمرنا أن لا نأخذ إلا عن ثقة.
وروينا عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث وروينا عن محمد بن سيرين أنه قال : إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله قال : حدثنا أبو العباس قال أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان عن يحيى بن سعيد قال سألت ابنا لعبد الله بن عمر عن مسئلة فلم يقل فيها شيئا فقيل له إنا لنعظم أن يكون مثلك ابن إمامي هدى تسئل عن أمر ليس عندك فيه علم فقال أعظم والله من ذلك عند الله وعند من عرف الله وعند من عقل عن الله أن أقول بما ليس لي به علم أو أخبر عن غيري ثقة.
وكذلك رواه الحميدي عن سفيان.
وأخبرنا أبو عبد الله قال حدثنا أبو العباس قال أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا عن محمد بن علي بن شافع عن هشام بن عروة عن أبيه قال : إني لأسمع الحديث أستحسنه فما يمنعني من ذكره إلا كراهية أن يسمعه سامع فيقتدى به أسمعه من الرجل لا أثق به قد حدثه عمن أثق به وأسمعه من الرجل أثق به قد حدثه من لا أثق به.
قال الشافعي : وقال سعد بن إبراهيم : لا يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا الثقات.
= وذكر الشافعي في كتاب العمري حديث سفيان عن الزهري عن أبي الأحوص ولم

الصفحة 80