كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 1)

عرف منهم ومن أهل بلدنا بالغلط رددنا حديثه وما حابينا أحدا ولا حملنا عليه.
قال أحمد : وعلى هذا مذاهب أكثر أهل العلم بالحديث وإنما رغب بعض السلف عن رواية أهل العراق لما ظهر من المناكير والتدليس في رواية بعضهم ثم قام بهذا العلم جماعة منهم ومن غيرهم فميزوا أهل الصدق من غيرهم ومن دلس ممن لم يدلس وصنفوا فيه الكتب حتى أصبح من عمل في معرفة ما عرفوه وسعى في الوقوف على ما عملوه على خبرة من دينه وصحة ما يجب الاعتماد عليه من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فلله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الله الحافظ قال أخبرنا أبو الوليد الفقيه قال أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا حرملة بن يحيى قال : سمعت الشافعي يقول : لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق فكان يجيء إلى الرجل فيقول : لا تحدث وإلا استعديت عليك السلطان.
قال أحمد : وروينا عن شعبة أنه قال : كنت أتفقد فم قتادة فإذا قال : حدثنا وسمعت حفظته وإذا قال حدث فلان تركته.
وروينا عنه أنه قال كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش و أبي إسحاق و قتادة.
وروينا عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال مررت مع سفيان الثوري أو قال شعبة . برجل فقال : كذاب والله لولا أنه لا يحل لي أن أسكت عنه لسكت عنه.
قال أحمد : وروينا في كتاب المدخل من حكاياتهم ما دل على أن الله تعالى قيض في كل ناحية من قام بأداء النصح لهذه الأمة في تمييز أهل الثقة والعدالة من غيره.
فأما ترجيح رواية أهل الحجاز عند الاختلاف على رواية غيرهم وأنهم أعلم بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيرهم فإليه ذهب أكثر أهل العلم بالحديث . وروينا عن زيد بن ثابت أنه قال : إذا رأيت أهل المدينة على شيء فاعلم أنه السنة.
وقال مسعر قلت لحبيب بن أبي ثابت : أيهما أعلم بالسنة أهل الحجاز أم أهل العراق ؟ قال : بل أهل الحجاز.
وكان عبد الله بن المبارك يقول : حديث أهل المدينة أصح وإسنادهم أقرب برجل.

الصفحة 86