كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي) (اسم الجزء: 1)

فقال النّاس ما من ذين إلّا … بمنزلة الخليق من الجدير (¬1)
فإن سبق الكبير فأهل سبق … له فضل الكبير على الصّغير
وإن بلغ الصّغير مدى كبير … فقد خلق الصّغير من الكبير
ومن هذا المعنى قول الشاعر:
جياد جرت فى حلبة فتفاضلت … على قدر الأسنان والعرق واحد (¬2)
وممّا له بهذا المعنى بعض الشّبه، وإن لم يذكر فيه السّن وتفضيل الكبر قول زهير:
/ هو الجواد فإن يلحق بشأوهما … على تكاليفه فمثله لحقا (¬3)
أو يسبقاه على ما كان من مهل … فمثل ما قدّما من صالح سبقا
وروى أنه عرضت على جعفر (¬4) بن يحيى بن خالد البرمكيّ جارية شاعرة، فأراد أن يبلوها فقال لها: قولى فى معنى بيتى زهير اللذين ذكرناهما، فقالت:
¬__________
(¬1) فى حاشيتى الأصل، ف: «أى لم يكن بينك وبين أبيك من الفرق والتفاوت إلا مثل ما بين الخليق والجدير، ومعناهما واحد».
(¬2) حاشية الأصل: «أى على الكبر والطعن فى السن. والعرق: الأصل».
(¬3) البيتان فى ديوانه: 51 - 52؛ وقبلهما:
يطلب شأو امرأين قدّما حسنا … نالا الملوك وبذّا هذه السّوقا
والشأو: الغاية، وأراد بالمرأين أباه وجده.
(¬4) حاشية ف «قيل: لما قتل جعفر بن يحيى وصلب بباب الجسر، رأسه فى ناحية، وجسده فى ناحية مرت به امرأة على حمار فاره، فوقفت عليه ثم نظرت إلى الناس فقالت بلسان فصيح: والله لئن صرت اليوم آية؛ لقد كنت فى المكارم غاية؛ ثم أنشأت تقول:
ولما رأيت السّيف خالط جعفرا … ونادى مناد للخليفة فى يحيى
بكيت على يحيى وأيقنت أنّما … قصارى الفتى يوما مفارقة الدّنيا
وما هى إلّا دولة بعد دولة … تخوّل ذا نعمى وتعقب ذا بلوى
إذا أنزلت هذا منازل رفعة … من الملك حطّت ذا إلى غاية سفلى
ثم حركت الحمار؛ فكأنها كانت ريحا لم تعرف».

الصفحة 101