كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي) (اسم الجزء: 1)

فما بلغت حتّى تقارب خطوها … وبادت ذراها والمناسم رعّف (¬1)
وحتّى قتلنا الجهل عنها وغودرت … إذا ما أنيخت والمدامع ذرّف (¬2)
/ وحتّى مشى الحادى البطيء يسوقها … لها بخص دام ودأى مجلّف
- البخص: لحم الخفّ الّذي تطأ عليه. والدّأي: فقار الظهر. والمجلّف: المقشور-
وحتّى بعثناها وما فى يد لها … إذا حلّ عنها رمّة وهى رسّف
- الرّمة: الحبل؛ وأراد أنها ترسف كما يرسف المقيد، وإن لم يكن فى يدها قيد-
إذا ما نزلنا قاتلت عن ظهورها … حراجيج أمثال الأهلّة شسّف
- الحراجيج: الطّوال من الإبل، والشّسف: اليابسة من الجهد والكلال. ومعنى قتالها للغربان أنها إذا عرّيت ظهورها تقع الغربان عليها لتأكل دبرها؛ فالإبل تدافع الغربان بأفواهها عن ظهورها وذلك قتالها-
¬__________
-
إليك أمير المؤمنين رمت بنا … هموم المنى والهوجل المتعسّف
وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع … من المال إلا مسحتا أو مجرّف
ومائرة الأعضاد صهب كأنما … عليها من الأين الجساد المدوّف
بدأنا بها من سيف رمل كهيلة … ...
- الهوجل: البطن الواسع فى الأرض. المتعسف: الطريق المسلوك من غير علم. ويروى: «إلا مسحت»، بالرفع؛ ومعنى: لم يدع»، من الدعة؛ أى «لم يتدع» مع هذا الزمان إلا مسحت مستأصل. قال سويد:
أرّق العين خيال لم يدع … من سليمى ففؤادى منتزع
والمجرف: الّذي أخذ ما دون الجميع؛ وقال ثعلب: «مسحتا» نصب بوقوع الفعل عليه، وقد وليه الفعل، ولم يل الفعل «مجرف» فاستؤنف به فرفع، قال: التقدير: «هو مجرف». ومائرة الأعضاد:
التى تمور بيديها دون رجليها، وذلك مما يستحب فى الإبل. والجساد: العرق؛ وهو ما اصفر، يضرب إلى الحمرة.
(¬1) باءت: هلكت أسنمتها والمناسم: أظفار الإبل. ورعف: دامية من الحفاء.
(¬2) نسخة الشجرى: «قتلنا جهلها؛ وهو مرحها ونشاطها بالكلال». ويروى: «وغورت، من التغوير، وهو نزول الغائرة؛ والغائرة نصف النهار».

الصفحة 583