كتاب أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (معتزلي) (اسم الجزء: 1)

ولمروان من أبيات يصف فيها حديقة وهبها له المهدىّ، ويذكر نخلها وشجرها أجاد فيها:
نواضر غلبا قد تدانت رءوسها … من النّبت حتّى ما يطير غرابها (¬1)
ترى الباسقات العمّ فيها كأنها … ظعائن مضروب عليها قبابها
/ ترى بابها سهلا لكلّ مدفّع … إذا أينعت نخل فأغلق بابها (¬2)
يكون لنا ما نجتني من ثمارها … ربيعا إذا الآفاق قلّ سحابها
حظائر لم يخلط بأثمانها الرّبا … ولم يك من أخذ الدّيات اكتسابها
ولكن عطاء الله من كلّ مدحة … جزيل من المستخلفين ثوابها
ومن ركضنا بالخيل فى كلّ غارة … حلال بأرض المشركين نهابها (¬3)
حوت غنمها آباؤنا وجدودنا … بصمّ العوالى والدّماء خضابها
أمّا قوله:
حظائر لم يخلط بأثمانها الرّبا … ولم يك من أخذ الدّيات اكتسابها
فكأن ابن المعتز نظر إليه فى قوله:
لنا إبل ما وفّرتها دماؤنا … ولا ذعرتها فى الصباح الصّوابح (¬4)
وفى ضد هذا قول أبى تمام:
¬__________
(¬1) ف: «نواضر عليا».
(¬2) يريد أنه إذا أغلق الآخرون الأبواب على نخيلهم؛ فإن نخل هذه الروضة لا يغلق بابه.
(¬3) حاشية الأصل (من نسخة): «للخيل».
(¬4) ديوانه: 22؛ والرواية فيه:
* لنا وفرة ما وفّرتها دماؤنا*
وفى نسخة ش: «الصوائح»؛ والمعنى أنه لم نأخذ عوضا عن دمائنا.

الصفحة 588